الساعة 00:00 م
الخميس 09 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.64 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.71 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

بالصور موجات الحر تحول خيام النازحين لأفران مشتعلة 

حجم الخط
موجة الحر 6.jpg
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء

تسكب إيمان الترابين القليل من الماء على فوطة وتمسح على رؤوس أطفالها، علّها تخفف من حدة الأجواء الحارة داخلها خيمتها المتاخمة للحدود مع مصر.

وأسرة الترابين، المكونة من 6 أفراد، هي أنموذج مصغر لحياة عشرات الآلاف من النازحين في الخيام المنتشرة في مدينة رفح التي يقطنها مليون ومائتا ألف فلسطيني، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

ويعيش النازحون في ظروف معيشية مزرية، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، مثل الماء والغذاء والمأوى، وتُهدّد حياتهم مخاطر صحية جسيمة؛ مثل انتشار الحشرات، والزواحف، وأمراض الجهاز التنفسي.

كما فاقمت درجات الحرارة المرتفعة من معاناة النازحين، حيث تُؤدّي إلى إصابة الأطفال بالإغماء، ونقصان المياه في أجسامهم.

موجة الحر 1.jpg
 

تقول الترابين، وهي نازحة من خان يونس إلى رفح، لمراسل "وكالة سند للأنباء": "في الحر لازم أمسح على رؤوس أطفالي بالماء. لو ما عملت هيك ممكن يغمى عليهم أو يموتوا من شدة الحر".

وتضيف "موجة الحرة حولت الحياة في الخيمة إلى فرن. في خيمة لأحد جيراننا اشتعلت بها النيران وربنا سلم الجميع، والضرر كان في الملابس والأغطية وجدار الخيمة فقط".

وتشير إلى أن حياتهم أصبحت لا تطاق رغم أن فصل الصيف لم يحلّ بعدا. "شو بدنا نعمل لما يجيء الصيف والحر الشديد والرطوبة".

وهذا السؤال المشروع يتردد على ألسنة معظم النازحين قسرا عن منازلهم في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.

موجة الحر 3.jpg
 

وقال زوج الترابين، سليمان العبيد: "مع ارتفاع درجات الحرارة تتسلل الحشرات والزواحف إلى خيام النازحين، ما فاقم أوضاعهم المعيشية".

وأوضح العبيد (33 عاما) أنه يحرص في هذه الأيام على توفير المياه لعائلته، وشراء المبيدات لمكافحة الحشرات التي سكنت خيمته".

ويسكن العبيد في خيمة مساحتها 20 مترًا مربعاً، وسقفها يرتفع لمترين ونصف. ويقول: "هذه الخيمة هي مكان للنوم والطبخ واستقبال الزائرين، والآن تحولت إلى فرن مشتعل في ظل موجة الحر الشديدة".

موجة الحر 2.jpg
 

ويواجه النازحون موجة حر شديدة هذه الأيام، وهي بمثابة مؤشر على صورة الحياة خلال فصل الصيف في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي. 

واضطرت آية الهرش لحمل توأمتيها البالغتين من العمر شهرين، ونقلهما من خيمتها إلى الجدار الحدودي الفاصل بين غزة ومصر للاحتماء من موجة الحر الشديدة.

موجة الحر 4.jpg
 

تقول الهرش (25 عامُا)، التي نزحت من جباليا إلى رفح نهاية شباط/ فبراير الماضي مع اشتداد المجاعة في شمال القطاع، لمراسل "وكالة سند للأنباء": "لو ظلوا في الخيمة راح يموتوا من شدة الحر. الدبان والبعوض أكل البنات".

وتضيف بصوت يملأه الخوف "زوجي استشهد في بداية الحرب، وعشت أياما وأسابيع وأشهرا في الجوع والعطش وأنا حامل فيهم، واليوم هما يلي أطلع فيهم بالدنيا".

موجة الحر 5.jpg
 

وتابعت قائلة: "نفسي اليوم قبل بكر تنتهي الحرب ونرجع إلى بيوتنا حتى لو مدمرة. راح أنصب خيمة هناك وأعيش فيها وأربي بناتي الأيتام".

وتنتشر آلاف الخيام قرب الجدار الحدودي الفاصل بين غزة ومصر، ووجد النازحون في الجدار الحدودي البالغ طوله 13 كيلو مترًا مكانا للاحتماء من موج الحر التي ضربت قطاع غزة في الأيام الماضية.     

وسجلت يوم الخميس أول حالة وفاة بفعل ارتفاع درجات الحرارة بسبب موجة الحر الشديدة التي تضرب الخيام المصنوعة من النايلون والتي تفتقر أدنى مقومات الحياة، علاوة عن شح المياه في رفح. 

وقال سائد اليازجي (40 عاما)، والد الطفلة الضحية، لمراسل "وكالة سند للأنباء" إن طفلته ملك وعمرها أربعة أشهر توفيت متأثرة بارتفاع درجات الحرارة وضعف شديد في نبضات القلب.

واليازجي نزح من منطقة سكنهم في بلدة بيت حانون في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية، إلى مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، ومن ثم إلى رفح.

وذكر أنهم أقاموا داخل خيمة في رفح منذ 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعد ثلاثة أيام من ولادة "ملك"، وأن طفلته لم تكن تشتكي من أعراض صحية قبل أن تتدهور حالتها بشدة، حيث نقلها إلى المستشفى الميداني الإماراتي ليتم إعلان وفاتها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تم وضع 246 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل نحو 67 بالمائة من مساحة قطاع غزة، تحت أوامر الإخلاء غير القانونية من جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ ويشمل ذلك جميع المناطق الواقعة شمالي وادي غزة.

ويقول مدير دائرة الإمداد والتجهيز في جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة محمد المغير إن موجات الحر سوف تؤدي إلى مخاطر على صحة السكان؛ أبرزها فقدان الحياة، والاختناق، واحتراق الخيام نظرا لاعتمادهم على الحطب لطهي طعامهم.

ويضيف المغير لمراسل "وكالة سند للأنباء" إن "الخيام غير صالحة للإقامة لفترات طويلة، لأنها غير مؤمنة لمنع دخول الأشعة الحرارية إلى داخلها، وبالتالي زيادة الخسائر البشرية". 

ويطالب المسؤول الفلسطيني بتوفير "كرفانات" للإقامة، مثل التي جرى توفيرها إبان عدوان 2014 أو "الكرفانات" التي زودت بها دول العالم تركيا عقب الزلزال المدمر التي ضربها العام الماضي.